مشكلات العصر

advertise here




بقلم : جواد ميلة

جدل ونقاش حاد بين هؤلاء وذاك، هذا من شيعته وذاك من سنته، والأمر يزيد حدة وصلابة، لكن ليس المشكل في النفاش والجدل الدائر بينهم حول هذا فعل سلوك حرام وذاك سلوك حلال، لكن المشكل يكمن في صدق القول في هذا حرام وذاك حلال، أصبح المفتون في المغرب كثر، وكأنهم تخرجوا كلهم من جامعة القرويين بفاس العتيقة، حتى الصحافة الصفراء والأقلام المأجورة تحلل وتحرم وكأن كلامها قرآن يمشي على الأرض.

بالأمس دار نقاش حاد حول ما وقع من فحش وزنا على شواطئ البحر من طرف قياديين في حركة التوحيد والإصلاح حسب ما نقلته الصحافة الصفراء وتقرير المخزن للرأي العام، ويبقى إعادة النظر في صدقية الخبر من كذبه، لأن الصحافة المغربية من شأنها إشاعة الأخبار ولو كاذبة، الأساسي عندها هو ملء دفتي الجريدة بسطور مطولة و لا يهمها الضرب في أعراض الناس، بل على الأكثر أنها تكتب للمتلقي والرأي العام ما تريده هي أن توصله له لا ما يروج حقيقة في هذا البلد المقهور من شطط السلط المتسلطة على الضعفاء، لأننا سمعنا من قبل وقد تداول عبر صفحات العالم الافتراضي فيديو يوثق حالة تلبس وزير الخارجية عن كثب وهو يرقص ما العاهرات في ملهى غير مبال بالاخرين وكأنه في حظيرة مع القطيع، ولولا الأيدي الخفية والجند المستخفية التي التقطت الفيديو لما وصلنا خبره وما يفعله سي مزوال هو ومستشار الملك مع العاهرات من شرب كؤوس الخمر والرقص معهن وهن عاريات يتبادلن القبلات والشطحات الرومنسية.

أنا أتساءل لحد الآن : أين كان المخزن اللعين والأقلام المأجورة والصحافة الصفراء المغربية أناذك. كانت نائمة ولا شك في ذلك لأنها لا تريد فضح أسرار اللامسؤولين، بل تغطي الشمس بالغربال وتحاول نشر الأخبار المزيفة وعلى أن العام زين وكل شيء يسير على ما يرام.

ولما ناقش عموم الناس الفعل الذي أقبل عليه مزوار ومستشار الملك في الملهى من رقص وتناول الخمر مع العاهرات، ادعت الصحافة الصفراء ومؤيدوه أن عذلك حريته الشخصية ولا علاقة لها بالأمور السياسية أو علاقتها بالخدمة المهنية. فهل يستحق لوزير خارجية أن يكون فاحشا فاسدا يعلن فحشه للرأي العام، ويأتي مؤيدوه ويدعون بأن ذلك حريته الشخصية، فإذا كان كذلك، فلنعتبر بأن النجار وبنحماد كانا يمارسان حريتهما الشخصية بجانب البحر ولا شأن للمخرن حق في التدخل إن كان الأمر صادقا.

ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس...